=====> اللص و الكلاب " نجيب محفوظ "
-- نص الموضوع جاء في رواية" اللص و الكلاب "
جميع الجرائد سكتت أو كادت إلا جريدة "الزهرة " مازلت تنبش عن الماضي و تستفز البوليس إنها توشك أن تنادي ببطولته سعيا وراء القضاء عليه و لن يهدأ رؤوف علوان حتى يترق عنقه حبل المشنقة او معه القانون و الحديد و النار ، وأنت هل لحياتك التالفة معي إلا أن تقضي على أعدائك "
يتضمن المقطع قوى فاعلة حددها و بين المسار اللذي يخفضها في الرواية و علاقتها و مواقفها
........................................................................
ـ ولم يكتف سعيد مهران، بل جعل من هذه المهنة' ( الخياطة ) وسيلة لتحقيق الانتقام (عن حكمة صنعتها ص96)، وبدأ برؤوف علوان. هذه هي حكمته في الحياة الانتقام من كل من استهان بذكائه أو رجولته، الحكمة في التخفي، والقتل، واستغلال الآخرين، ومطاردة اللصوص، حكمة طائشة مع كل رصاصة قتلت بربيئا، حكمة أيدها كما قال: (كل راقد في القرافة تحت النافذة ص99)، حكمة جعلته مغرورا؛ ليقف في وجه رؤوف علوان وجريدته (الزهرة) التي أدت دورا أساسيا في تحفيز فكرة الاننقام (أنت كالثعبان الكامن وراء حملة الصحف، تود أن تقتلني كما كان الآخرون لكني لن أموت قبل أن أقتلك، ولكي يكون للحياة معنى وللموت معنى يجب أن أقتلك ص99)، وهذا الغرور أيده الحوار التالي: ـ ألا تعرفين من يكون سعيد مهران! الجرائد كلها تتحدث عنه، وأنت لا تؤمنين به ص97 ـ ويتحدث عنك ناس كأنك عنترة ص100 غرور ناتج عن حكمة عقيمة وفكرة انتقامية أكدتها الصحف عندما وصفت سعيد مهران بالجنون (جنون العظمة والدم)، وقالت بعد أن قتل بريئا آخر: (لقد أفقدته خيانة زوجته عقله ص118) وكانت هذه الفكرة على الرغم من رفض الجميع لها هي الحق الذي يسعى إليه ولا يرى غيره، هذا الحق جعله يقول للشيخ علي الجنيدي في نهاية الرواية: (من المؤسف أنني لم أجد عندك طعاما كافيا، كذلك عقلي يتعذر عليه فهمك، ولكني واثق من أنني على حق ص 134)، وهذا الفهم في ظل فكرته لم يستطع خلاله أن يفهم العبرة المقصودة أو المغزى من قول الشيخ في نهاية الرواية (واذكر ربك إذا نسيت ص134)، وتكرار(إن هي إلا فتنتك)، ففي سورة الأعراف المأخوذة منها الآية الكريمة (إن هي إلا فتنتك) فيها تحذير من كيد الشيطان، وتفصيل لقصص الأنبياء ومعاناتهم وصبرهم، وقصة سيدنا آدم مع أبليس وخرجه من الجنة، وهبوطه إِلى الأرض كنموذج للصراع بين الخير والشر، والحق والباطل، أما قوله تعالى: (واذكر ربك إذا نسيت) فهي مأخوذة من سورة الكهف التي استعملت أمثلة واقعية ثلاثة لبيان أن الحقَّ لا يرتبط بكثرة المال والسلطان، وإِنما هو مرتبط بالعقيدة، المثل الأول: للغني المزهوّ بماله، والفقير المعتز بعقيدته وإِيمانه، في قصة أصحاب الجنتين، والثاني: للحياة الدنيا وما يلحقها من فناء وزوال، والثالث: مثل التكبر والغرور مصوراً في حادثة امتناع إبليس عن السجود لآدم، وما ناله من الطرد والحرمان، ولكن سعيد مهران كما قال يتعذر عليه الفهم لأنه واثق أنه الحق، وكل من يطاردهم كلاب لا يستحقون العيش، فخسر الدنيا والآخرة جراء فكرة سيطرت على وجوده وكانت سببا في موته .
.___ جرد القوى الفاعلة: ___تتميز هذه الرواية بتعدد شخصياتها، وتتفاوت أهميتها حسب فعلها في تطور الأحداث وتناميها، ومن أهمها:** سعيد مهران: شاب في الثلاثين من العمر، واسم على غير مسمى؛ فهو غير سعيد في حياته على الإطلاق، يمثل أبرز القوى الفاعلة في الرواية، ويحضر في جميع فصولها. ويتداخل صوته في أماكن متعددة بصوت السارد؛ مما يعني أن نجيب محفوظ يجعل رؤية السارد منحازة لمواقف وآراء هذه الشخصية؛ مثال ذلك: " … قمة النجاح أن يقتلا معا نبوية وعليش، وما فوق ذلك يصفى الحساب مع رؤوف علوان، ثم الهرب، الهرب إلى الخارج إن أمكن. ولكن من يبقى لسناء ؟ الشوكة المنغرزة في قلبي" ص:56.يعكس التداخل بين صوت السارد بصوت سعيد مهران التواطؤ بينهما. وتتمثل ملامح شخصيته في:ـ بسيط وفقير، ويؤمن بقيم الاشتراكية التي تعلمها من صديقه رؤوف علوان، ولذلك نجده يسرق الأغنياء ويعطي المحتاجين.ـ تقلبت به الحياة من حي إلى حي، ومن بلدة إلى أخرى، فقد عمل حارسا لبيت الطلبة، ثم بسيرك الزيات، وتزوج من نبوية.ـ متمرد على المجتمع، خاصة بعد خروجه من السجن حين وجد زوجته تزوجت من مساعده عليش واستولت على أمواله وحرمته من ابنته، فاتجه للانتقام لشرفه.ـ يعاني أزمة روحية عميقة، نتيجة تصادم القيم المادية التي آمن بها والواقع الاجتماعي القاهر الذي يعيش فيه. وهي أزمة لم يتمكن الشيخ علي الجنيدي صديق والده أن يخلصه منها.ـ يملك نزعة إنسانية عميقة، تظهر في حواراته مع نور، التي آوته، ولم تتمكن من شغل قلبه إلا في آخر الرواية.ـ لص، لكنه لا يسرق إلا إلذين يعتبرهم طغاة المجتمع، وانتهازيين.** رؤوف علوان: صديق سعيد مهران، واحد من الذين أثروا بقوة في مسار حياته. كان يقيم بعمارة الطلبة التي كان يحرسها والد سعيد مهران، وبعد وفاته تحمل سعيد مهران مع والدته مسؤولية حراستها. يظهر في الرواية شخصية متقلبة الأطوار، فقد كان مؤمنا بالاشتراكية مدافعا عن قيمها، كان شهما على حد تعبير سعيد أثناء تذكراته، وتعرض بسبب ذلك للاعتقال. زرع في سعيد مبادئ الاشتراكية، وبرر له سرقاته. هجر مبادئه وانضم لقائمة اللصوص الأثرياء فقد أصبح صحفيا ناجحا، وتنكر لمن كان ينادي بمساعدتهم.نتعرف على هذه الشخصية من خلال السارد من جهة، وسعيد من جهة أخرى. وعلى الرغم من أهميته في الرواية إلا أن نجيب محفوظ لم يمنحه مساحة نصية ذات أهمية، اللهم اللقاء العابر الذيجمعه بسعيد حين زاره بالفيلا التي يقيم بها بعد خروجه من السجن، حيث اكتشف أنه خائن مثله مثل نبوية وعليش.
-- نص الموضوع جاء في رواية" اللص و الكلاب "
جميع الجرائد سكتت أو كادت إلا جريدة "الزهرة " مازلت تنبش عن الماضي و تستفز البوليس إنها توشك أن تنادي ببطولته سعيا وراء القضاء عليه و لن يهدأ رؤوف علوان حتى يترق عنقه حبل المشنقة او معه القانون و الحديد و النار ، وأنت هل لحياتك التالفة معي إلا أن تقضي على أعدائك "
يتضمن المقطع قوى فاعلة حددها و بين المسار اللذي يخفضها في الرواية و علاقتها و مواقفها
........................................................................
ـ ولم يكتف سعيد مهران، بل جعل من هذه المهنة' ( الخياطة ) وسيلة لتحقيق الانتقام (عن حكمة صنعتها ص96)، وبدأ برؤوف علوان. هذه هي حكمته في الحياة الانتقام من كل من استهان بذكائه أو رجولته، الحكمة في التخفي، والقتل، واستغلال الآخرين، ومطاردة اللصوص، حكمة طائشة مع كل رصاصة قتلت بربيئا، حكمة أيدها كما قال: (كل راقد في القرافة تحت النافذة ص99)، حكمة جعلته مغرورا؛ ليقف في وجه رؤوف علوان وجريدته (الزهرة) التي أدت دورا أساسيا في تحفيز فكرة الاننقام (أنت كالثعبان الكامن وراء حملة الصحف، تود أن تقتلني كما كان الآخرون لكني لن أموت قبل أن أقتلك، ولكي يكون للحياة معنى وللموت معنى يجب أن أقتلك ص99)، وهذا الغرور أيده الحوار التالي: ـ ألا تعرفين من يكون سعيد مهران! الجرائد كلها تتحدث عنه، وأنت لا تؤمنين به ص97 ـ ويتحدث عنك ناس كأنك عنترة ص100 غرور ناتج عن حكمة عقيمة وفكرة انتقامية أكدتها الصحف عندما وصفت سعيد مهران بالجنون (جنون العظمة والدم)، وقالت بعد أن قتل بريئا آخر: (لقد أفقدته خيانة زوجته عقله ص118) وكانت هذه الفكرة على الرغم من رفض الجميع لها هي الحق الذي يسعى إليه ولا يرى غيره، هذا الحق جعله يقول للشيخ علي الجنيدي في نهاية الرواية: (من المؤسف أنني لم أجد عندك طعاما كافيا، كذلك عقلي يتعذر عليه فهمك، ولكني واثق من أنني على حق ص 134)، وهذا الفهم في ظل فكرته لم يستطع خلاله أن يفهم العبرة المقصودة أو المغزى من قول الشيخ في نهاية الرواية (واذكر ربك إذا نسيت ص134)، وتكرار(إن هي إلا فتنتك)، ففي سورة الأعراف المأخوذة منها الآية الكريمة (إن هي إلا فتنتك) فيها تحذير من كيد الشيطان، وتفصيل لقصص الأنبياء ومعاناتهم وصبرهم، وقصة سيدنا آدم مع أبليس وخرجه من الجنة، وهبوطه إِلى الأرض كنموذج للصراع بين الخير والشر، والحق والباطل، أما قوله تعالى: (واذكر ربك إذا نسيت) فهي مأخوذة من سورة الكهف التي استعملت أمثلة واقعية ثلاثة لبيان أن الحقَّ لا يرتبط بكثرة المال والسلطان، وإِنما هو مرتبط بالعقيدة، المثل الأول: للغني المزهوّ بماله، والفقير المعتز بعقيدته وإِيمانه، في قصة أصحاب الجنتين، والثاني: للحياة الدنيا وما يلحقها من فناء وزوال، والثالث: مثل التكبر والغرور مصوراً في حادثة امتناع إبليس عن السجود لآدم، وما ناله من الطرد والحرمان، ولكن سعيد مهران كما قال يتعذر عليه الفهم لأنه واثق أنه الحق، وكل من يطاردهم كلاب لا يستحقون العيش، فخسر الدنيا والآخرة جراء فكرة سيطرت على وجوده وكانت سببا في موته .
.___ جرد القوى الفاعلة: ___تتميز هذه الرواية بتعدد شخصياتها، وتتفاوت أهميتها حسب فعلها في تطور الأحداث وتناميها، ومن أهمها:** سعيد مهران: شاب في الثلاثين من العمر، واسم على غير مسمى؛ فهو غير سعيد في حياته على الإطلاق، يمثل أبرز القوى الفاعلة في الرواية، ويحضر في جميع فصولها. ويتداخل صوته في أماكن متعددة بصوت السارد؛ مما يعني أن نجيب محفوظ يجعل رؤية السارد منحازة لمواقف وآراء هذه الشخصية؛ مثال ذلك: " … قمة النجاح أن يقتلا معا نبوية وعليش، وما فوق ذلك يصفى الحساب مع رؤوف علوان، ثم الهرب، الهرب إلى الخارج إن أمكن. ولكن من يبقى لسناء ؟ الشوكة المنغرزة في قلبي" ص:56.يعكس التداخل بين صوت السارد بصوت سعيد مهران التواطؤ بينهما. وتتمثل ملامح شخصيته في:ـ بسيط وفقير، ويؤمن بقيم الاشتراكية التي تعلمها من صديقه رؤوف علوان، ولذلك نجده يسرق الأغنياء ويعطي المحتاجين.ـ تقلبت به الحياة من حي إلى حي، ومن بلدة إلى أخرى، فقد عمل حارسا لبيت الطلبة، ثم بسيرك الزيات، وتزوج من نبوية.ـ متمرد على المجتمع، خاصة بعد خروجه من السجن حين وجد زوجته تزوجت من مساعده عليش واستولت على أمواله وحرمته من ابنته، فاتجه للانتقام لشرفه.ـ يعاني أزمة روحية عميقة، نتيجة تصادم القيم المادية التي آمن بها والواقع الاجتماعي القاهر الذي يعيش فيه. وهي أزمة لم يتمكن الشيخ علي الجنيدي صديق والده أن يخلصه منها.ـ يملك نزعة إنسانية عميقة، تظهر في حواراته مع نور، التي آوته، ولم تتمكن من شغل قلبه إلا في آخر الرواية.ـ لص، لكنه لا يسرق إلا إلذين يعتبرهم طغاة المجتمع، وانتهازيين.** رؤوف علوان: صديق سعيد مهران، واحد من الذين أثروا بقوة في مسار حياته. كان يقيم بعمارة الطلبة التي كان يحرسها والد سعيد مهران، وبعد وفاته تحمل سعيد مهران مع والدته مسؤولية حراستها. يظهر في الرواية شخصية متقلبة الأطوار، فقد كان مؤمنا بالاشتراكية مدافعا عن قيمها، كان شهما على حد تعبير سعيد أثناء تذكراته، وتعرض بسبب ذلك للاعتقال. زرع في سعيد مبادئ الاشتراكية، وبرر له سرقاته. هجر مبادئه وانضم لقائمة اللصوص الأثرياء فقد أصبح صحفيا ناجحا، وتنكر لمن كان ينادي بمساعدتهم.نتعرف على هذه الشخصية من خلال السارد من جهة، وسعيد من جهة أخرى. وعلى الرغم من أهميته في الرواية إلا أن نجيب محفوظ لم يمنحه مساحة نصية ذات أهمية، اللهم اللقاء العابر الذيجمعه بسعيد حين زاره بالفيلا التي يقيم بها بعد خروجه من السجن، حيث اكتشف أنه خائن مثله مثل نبوية وعليش.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق